يقول الله سبحانة وتعالى مُظهرا لعبادة مدى الفضل الذي طوق أعناقهم به,ومدى التكريم الذي أنعم به عليهم..تطيبيا لنفوسهم وإظهار مدى حبه لهم:
(والله أخرجكم كم بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا)(سورة النحل الآية 87)
(وعلمك مالم تكن تعلم)(سورة البقرة الاية 239)
(فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون)(سورة النساء الاية 113)
إن الله سبحانه هو الذي اتاح العلم للانسان وفتح له افاقه وهو الذي هداه اليه منذ ان علم اباه ادم الاسماء كلها.
وتعليم الأسماء-كما نعرف-هو اول ما يتعلمه الطفل من مفردات اللغة في مراحل طفولتة العقلية,ذلك بأن الطفل يبدأ تعليمه بمعرفة الاسماء ثم يتدرج مع تقدم سنه وتعدد خبراته الي معرفة الافعال والحروف حتي تكتمل لدية اسس لغة المخاطبة لينطلق بعد ذلك-وقد امتلك ملكتة اللغوية-الي مرحلة الابداع.شعرا ونثرا.. كاتبا أو مولفا أو محاضرا او ان يعمل في معملة أخذا بأسباب العلم والتجربة حتي يفتح الله عليه بابا من أبوابة ربما لم يلجه احد من قبل فيستكشف شيئا أو يلحظ أمرا أو يحقق اختراعا أو يجري الله على يديه ما يكون سببا في رخاء البشرية وسعادتها.
وكما هدى الله الانسان إلي العلم (بالعقل) فإنه سبحانه هدى الحيوان بالغريزة التي تمكنه من استمرار حياته وبقاء نوعه.
فخلال فصل الشتاء حيث يغمر الثلج الارض والجبال يقل الغذاء نرى بعض الحيوانات تقوم بالبيات الشتوي.ففي هذه الفتره من العام تسكن هذه الحيوانات التي لا تأكل ولاتشرب ولا تخرج فضلات وانما تنام في سكون تام قرابة خمسة اشهر
فالدب القطبي مثلا يقضي كل هذه الفترة كل عام \,ثم يخرج بعدها معافي لا يشكو شيئا,فإذا قارنا الدب الذي قضى خمسة شهور لا يتحرك ولا يخرج افرازات بالانسان او أي حيوان اخر ولنقل الحصان مثلا نجد فرق شاسعا,فالانسان أو الحصان مثلا اذا قضى خمسة شهور لا يتحرك فإنة يصاب بتسمم البولينا وترق عظامه من عدم الحركة.
لقد اهتم العلماء الامريكيون بدراسة هذه الظاهرة علي هذا الحيوان فوجدوا ان مستوى الكالسيوم في دم الدب يبقى ثابتا خلال فنرة البيات الشتوي,وهذا يبدوا غريبا,حيث ان اي حيوان اخر يبقي هذه الفترة الطويلة بدون حركة فإن الكالسيوم يخرج من عظامة فيرتفع مستوى الكالسيوم في الدم وتصبح عظامه هشة رقيقة,اما في الدب أثناء فترة البيات الشتوي,فقد خصة الله بميزة هي انه قادر علي استعمال الكالسيوم الذي يخرج من عظامه في بناء عظم جديد يترسب في أماكن اخرى من هيكلة العظمي,مما يدل علي أن جسد الدب في رحلة البيات الشتوى-يحتوي علي مادة كيماوية تساعد على اخذ الكالسيوم الذي خرج ةمن العظام وترسيبه في أماكن اخرى من هيكلة العظمي.
والابحاث علي قدم وساق لمعرفة هذه المادة لاستعمالها في علاج مرض (رق العظام) أو (وهن العظام) الذي يصيب بعض الناس ولانجد له علاجا.
والشيئ الغريب حقا ان الدب في فترة البيات الشتوي لا يصاب بالبولينا اي ان مادة اليوريا لا ترتفع في دمه في حين ان الانسان اذا لم يتبول لعدة ايام اصيب بالبولينا اليت تؤدي الي الوفاه.
بسبب ان اليوريا مُخزنة في الجسم وتسبب تسمم البولينا
ان هذا يرجع الي دقة صنع العليم الخبير الذي أمد كل خلقه بما يحتاجه إليه في معاشه,وهذا يتمثل في قدرة الدب علي تكسير مادة اليوريا وتحويلها الي احماض امينية..أي مواد زلالية-في حين ان الانسان لا يستطيع الحصول علي المواد الزلالية او البروتينية الا عن طريق الطعام.
فسبحان من حثنا علي العلم وحضنا علي الأخذ بأسبابة وجعله تشريعا وتقنينا فكان اول أمر أصدرتة الماء لسيدنا محمد (أقرأ) وسبحان من اعطانا المثل لندرسة ونخرج منه بعلم يفيد البشرية جمعاء
واول ما خُلق هو القلم
وسبحان من اخرجنا من بطون امهاتنا لا نعلم شيئا ثم علمنا مالم نكن نعلم وكان فضل الله علينا عظيما.
سلسلة سبحان الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق