في معرض امتنان الحق تبارك وتعالي علي خلقة يقول سبحانة وتعالي مُدللا علي قيومية ذاتة العلية وطلاقة قدرتة لافتا ومرشدا:
(ومن ايآته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لايات للعالمين) (سورة الروم الاية 22)
إن من بدائع صنع الله أنه احسن التدبير وأحكم التقدير وابدع التصوير,فجاء الخلق وإن تعددت لغاتهم وتباينت سماتهم واختلفت مواقعهم وتعددت أجناسهم علي أحسن وأروع ما يكون التدبير.
(صُنع الله الذي اتقن كل شيئ) (سورة النمل الاية 88)
فهل فكرت لماذا خلق الله الانسان الأوروبي في شمال القارة الاوروبية أبيض اللون ذا شعر أصفر؟ هل طاف بمخيلتك لماذا خلق الله الإنسان في افريقيا مثلا,اسود البشرة ذا شعر مُجعد وأنمف افطس.إنك لن تستطيع ان تُجيب علي هذا السؤال حتي تعرف ماذا يحدث للرجل الاوروبي حين ينتقل الي دول الجنوب في قارة افريقيا او الي قارة استراليا مثلا
في هذه البلاد الحارة يتعرض الرجل الاوروبي ذو البشرة البيضاء للشمس الحارقة التي لم يعتادها في بيئتة فيصاب الجلد بتغيرات كثيرة قد تنقلب الي اورام سرطانية,إن أية اصابة جلدية يتعرض لها الرجل الاوروبي تُصيبه بالهلع الشديد لما يمكن ان يحدث له..ان يسرع الي الطبيب لفحصة واخذ عينات من جلده إذا احس بأي شيئ غير طبيعي قد طرأ علي جلدة مثل خشانتة أو ظهور بُقع تستمر لمدة طويلة.
إن السبب في ذلك يرجع إلي أن الله خلق للإنسان خلايا تُفرز مادة تلون الجلد,هذه المادة تُسمي الميلانين وعدد الخلايا التي تُفرز هذه المادة في الجسم ثابت في الجلد الابيض أو الاسود علي حد سواء,والفرق هو في قدرة هذه الخلايا علي الإفراز..ففي الجلد الاسمر تُفرز هذه الخلايا مادة الميلانين بغزارة,وفي الجلد الابيض يكون هذا الافراز ضئيلا للغاية,وفي هذه المادة-مادة الميلانين-التي تفرزها هذه الخلايا يتم تخزينها في خلايا الجلد المجاورة وكل خلية قادرة علي افراز مادة الميلانين تكون مسئولة عن تلوين مجموعة من الخلايا المجاورة لها. هذه المادة الملونة تتركز أعلي النواة علي هيئة قبعة لتحمي هذه النواة من أشعة الشمس,فإذا كانت المواد الملونة قليلة والتعرض لأشعة الشمس كثيرا تتأثر هذه النواة وتنقلب إلي خلية سرطانية والعياذ بالله,والحمد لله اننا في منطقة يغلب عليها لون الجلد المائل الي اللون البني وهذا الجلد البني الذي يحتوي علي مادة ملونة بكثرة هو الذي يحمي النواة,الامر الذي جعل سرطان الجلد قليل الحدوث في المنطقة العربية والافريقية,ولكن ليرينا الله طلاقة قدرتة وبدائع حكمتة خلق اناسا لا يحتوي جلدهم علي خلايا قادرة علي افراز المادة الملونة وهم من نطلق عليهم لصطلاح (عدو الشمس) هذا الشخص يكون شديد التأثر بأشعة الشمس وقد يتعرض لامراض سرطانية في سن مبكرة إذا لم يأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الجلد.
وفي مؤتمر للأمراض الجلدية في بريطانيا منذ عدة سنوات عرض علينا أستاذ من نيجيريا مجموعة النيجيريين ممن نسميهم (عدو الشمس) ولأن شمس نيجيريا شديدة فقد اُصيبوا بكل انواع السرطانات في سن مُبكرة.
فسبحان الله القائل وقولة الحق
(سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق من ربهم) (سورة فُصلت الاية 53)
سلسلة سبحان الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق